___تااااااااااااابع________________________________________________________
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 11
" إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 15 :
وهو حديث صحيح لمجموع طرقه , وقد وقفت على ثلاث منها كلها عن " ابن عمر " رضي الله عنه مرفوعا :
الأولى : عن إسحاق أبي عبد الرحمن أن عطاء الخراساني حدثه أن نافعا حدثه عن ابن عمر قال : فذكره . أخرجه أبو داود ( رقم 3462 ) والدولابي في " الكنى "( 2 / 65 ) وابن عدي في " الكامل " ( 256 / 2 ) والبيهقي في " السنن الكبرى "( 5 / 316 ) . وتابعه فضالة بن حصين عن أيوب عن نافع به . رواه ابن شاهين في جزء من " الأفراد " ( 1 / 1 ) وقال " تفرد به فضالة " وقال البيهقي : " روي ذلك من وجهين عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر " . يشير بذلك إلى تقوية الحديث , وقد وقفت على أحد الوجهين المشار إليهما وهو الطريق .
الثانية : عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر . أخرجه أحمد ( رقم 4825 ) وفي " الزهد " ( 20 / 84 / 1 - 2 ) , والطبراني في " الكبير " ( 3 / 207 / 1 ) وأبو أمية الطرسوسي في " مسند ابن عمر " ( 202 / 1 ) . والوجه الثاني أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 107 / 1 ) عن ليث عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء . وأخرجه ابن أبي الدنيا في " العقوبات " ( 79 / 1 ) . والروياني في " مسنده " ( 247 / 2 ) من وجه آخر عن ليث عن عطاء , أسقط من بينهما ابن أبي سليمان , وكذا رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 313 - 314 ) .
الثالثة : عن شهر بن حوشب عن ابن عمر . رواه أحمد ( رقم 5007 ) . ثم وجدت له شاهدا من رواية بشير بن زياد الخراساني : حدثنا ابن جريج عن عطاء عن جابر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه ابن عدي في ترجمة بشير هذا من " الكامل " وقال : " وهو غير معروف , في حديثه بعض النكرة " . وقال الذهبي : " ولم يترك " . فتأمل كيف بين هذا الحديث ما أجمل في حديث أبي أمامة المتقدمة قبله , فذكر أن تسليط الذل ليس هو لمجرد الزرع والحرث بل لما اقترن به من الإخلاد إليه والانشغال به عن الجهاد في سبيل الله , فهذا هو المراد بالحديث , وأما الزرع الذي لم يقترن به شيء من ذلك فهو المراد بالأحاديث المرغبة في الحرث فلا تعارض بينها و لا إشكال .
________________________________________________________
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 12
" لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 17 :
رواه الترمذي ( 4 / 264 ) وأبو الشيخ في " الطبقات " ( 298 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( 251 / 1 ) والحاكم ( 4 / 222 ) وأحمد ( رقم 2589 , 4047 ) والخطيب ( 1 / 18 ) عن شمر بن عطية عن مغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن " ابن مسعود " مرفوعا . وحسنه الترمذي , وقال الحاكم " صحيح الإسناد " , ووافقه الذهبي . ثم رواه أحمد ( رقم 4181 , 4174 ) من طريق أبي التياح عن ابن الأخرم رجل من طيء عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ : " نهى عن التبقر في الأهل والمال " . وتابعه أبو حمزة قال : سمعت رجلا من طيىء يحدث عن أبيه عن عبد الله مرفوعا به . رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( ج 6 / 20 / 2 ) فزاد في السند عن أبيه وهو الصواب لرواية شمر كذلك . وله شاهد من رواية ليث عن نافع عن ابن عمر مرفوعا باللفظ الأول . أخرجه المحاملي في " الأمالي " ( 69 / 2 ) , وسنده حسن في الشواهد . وأورده الحافظ باللفظ الأول مجزوما به في شرح حديث أنس المتقدم في المقال السابق ثم قال : " قال القرطبي : يجمع بينه وبين حديث الباب بحمله على الاستكثار والاشتغال به عن أمر الدين , وحمل حديث الباب على اتخاذها للكفاف أو لنفع المسلمين بها وتحصيل توابعها " . قلت : ومما يؤيد هذا الجمع اللفظ الثاني من حديث ابن مسعود , فإن ( التبقر ) التكثر والتوسع . والله أعلم . واعلم أن هذا التكثر المفضي إلى الانصراف عن القيام بالواجبات التي منها الجهاد في سبيل الله هو المراد بالتهلكة المذكورة في قوله تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) وفي ذلك نزلت الآية خلافا لما يظن كثير من الناس ! فقد قال أسلم أبو عمران :" غزونا من المدينة , نريد القسطنطينية , ( وعلى أهل مصر عقبة بن عامر ) وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد , والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة , فحمل رجل ( منا ) على العدو , فقال الناس : مه مه ! لا إله إلا الله ! يلقي بيديه إلى التهلكة ! فقال أبو أيوب الأنصاري : ( إنما تأولون هذه الآية هكذا أن حمل رجل يقاتل يلتمس الشهادة , أو يبلي من نفسه ! ) إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار , لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا ( بيننا خفيا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : هلم نقيم في أموالنا ونصلحها , فأنزل الله تعالى ( و أنفقوا في سبيل الله و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة : أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد . قال أبو عمران : " فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية " .
___________________________________________________
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 13
" غزونا من المدينة نريد القسطنطينية ( وعلى أهل مصر عقبة بن عامر ) وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل ( منا ) على العدو , فقال الناس : مه مه ! لا إله إلا الله ! يلقي بيديه إلى التهلكة ! فقال أبو أيوب الأنصاري : ( إنما تأولون هذه الآية هكذا أن حمل رجل يقاتل يلتمس الشهادة أو يبلي من نفسه ! ) إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا ( بيننا خفيا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : هلم نقيم في أموالنا و نصلحها , فأنزل الله تعالى ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة : أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد . قال أبو عمران : فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 19 :
عن ( " أسلم أبو عمران " ) : رواه أبو داود ( 1 / 393 ) وابن أبي حاتم في " تفسيره " ( 1 / 10 / 2 ) والحاكم ( 2 / 275 ) وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي , وقد وهما , فإن الشيخين لم يخرجا لأسلم هذا , فالحديث صحيح فقط .
_______________________________________________________
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 14
عن قزعة قال : أرسلني ابن عمر في حاجة , فقال : تعال حتى أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسلني في حاجة له فقال لي :
" أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 19 :
من أدبه صلى الله عليه وسلم عند التوديع : فيه ثلاثة أحاديث :
الأول عن ابن عمر , وله عنه طرق :
أ - عن قزعة قال : أرسلني "ابن عمر " في حاجة , فقال : تعال حتى أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسلني في حاجة له فقال : " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " . رواه أبو داود ( رقم 2600 ) والحاكم ( 2 / 97 ) وأحمد ( 2 / 25 و 38 و 136 ) وابن عساكر ( 14 / 290 / 2 و 15 / 469 / 1 ) عن عبد العزيز بن عمر ابن عبد العزيز عنه . ورجاله ثقات , لكن اختلف فيه على عبد العزيز , فرواه بعضهم هكذا , وأدخل بعضهم بينه وبين قزعة رجلا سماه بعضهم " إسماعيل بن جرير " وسماه آخرون " يحيى بن إسماعيل بن جرير " , وقد ساق الحافظ ابن عساكر الروايات المختلفة في ذلك . وقال الحافظ في " التقريب " إن الصواب قول من قال : " يحيى بن إسماعيل " . قلت : وهو ضعيف , لكن يتقوى الحديث بالطرق الأخرى , وفي رواية لابن عساكر : " كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأخذ بيدي يصافحني , ثم قال : " فذكره .
ب - عن سالم أن ابن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سفرا : ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول : فذكره . أخرجه الترمذي ( 2 / 255 طبع بولاق ) وأحمد ( 2 / 7 ) وعبد الغني المقدسي في " الجزء الثالث والستون ( 41 / 1 ) " عن سعيد بن خثيم عن حنظلة عنه . وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم " . قلت : وهو على شرط مسلم غير أن سعيدا قد خولف في سنده , فرواه الحاكم ( 1 / 442 و 2 / 97 ) عن إسحاق بن سليمان والوليد بن مسلم عن حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم بن محمد قال : كنت عند ابن عمر فجاءه رجل فقال : أردت سفرا , فقال : انتظر حتى أودعك : فذكره , وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي وهو كما قالا . ولعل الترمذي إنما استغربه من حديث سالم من أجل مخالفة هذين الثقتين : إسحاق ابن سليمان والوليد بن مسلم لابن خثيم حيث جعله من رواية حنظلة عن سالم , وجعلاه من رواية حنظلة عن القاسم بن محمد عنه . ولعله أصح . وأخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 270 / 2 ) من طريق الوليد بن مسلم وحده .
جـ - عن مجاهد قال :
" خرجت إلى العراق أنا ورجل معي , فشيعنا عبد الله بن عمر , فلما أراد أن يفارقنا قال : إنه ليس معي ما أعطيكما ( كذا الأصل , ولعله : أعظكما ) , ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا استودع الله شيئا حفظه , وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما , وخواتيم عملكما " . أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 2376 ) بسند صحيح .
هـ - عن نافع عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم و يقول : فذكره . رواه الترمذي ( 2 / 255 طبع بولاق ) وقال : " حديث غريب من هذا الوجه " . قلت : يعني أنه ضعيف لخصوص هذه الطريق , وذلك لأنها من رواية إبراهيم ابن عبد الرحمن بن زيد بن أمية عن نافع وهو أعني إبراهيم هذا مجهول . لكنه لم ينفرد به , فقد رواه ابن ماجه ( 2 / 943 رقم 2826 ) عن ابن أبي ليلى عنه . وابن أبي ليلى سيء الحفظ واسمه محمد بن عبد الرحمن , ولم يذكر قصة الأخذ باليد .
___________________________________________________________
ان شاء الله الباقي بعدين اكملو ......... انتظرررررررررروووووووووا والي اللقاء في الاحاديث القادمه ان شاء الله تقبلو تحياتي .
:stud y:heart: